تعريف إشعياء للبشارة السارة
السؤال:
ما الذي كان إشعياء يعنيه بمصطلح "البشارة السارة"؟
الإجابة:
لدى إشعياء بعض الأمور الجميلة ليقولها عن البشارة السارة، والتي نستخدم لها، نحن المسيحيون، لفظا آخر وهو الإنجيل. توجد نصوصا عديدا مهمة جدًا يمكنني أن أقرأها عليكم، ولكني أريد أن أنتقي نص واحد بالتحديد. وهو من إشعياء الإصحاح 40، وأريد أن أركز على بعض الأمور به، لأني أعتقد أنه يعبر عن الرسالة الكلية لإشعياء النبي. فنقرأ ما يلي بداية من عدد 9:
"عَلَى جَبَل عَال اصْعَدِي، يَا مُبَشِّرَةَ صِهْيَوْنَ. ارْفَعِي صَوْتَكِ بِقُوَّةٍ، يَا مُبَشِّرَةَ أُورُشَلِيمَ. ارْفَعِي لاَ تَخَافِي. قُولِي لِمُدُنِ يَهُوذَا: هُوَذَا إِلهُكِ. هُوَذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ بِقُوَّةٍ يَأْتِي وَذِرَاعُهُ تَحْكُمُ لَهُ. هُوَذَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ وَعُمْلَتُهُ قُدَّامَهُ. كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا، وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ." إشعياء 40: 9 - 11.أعتقد أنه بالنسبة لإشعياء، فإن صورة البشارة السارة هي صورة ليهوه إلههم آتيًا ليحضر الخلاص لشعبه. وهذه الصورة التي يرسمها إشعياء هنا هي صورة الله الذي ينقذ شعبه الذين في السبي، والذي يعانون من الظلم، والذي هم مُثقلين في حياتهم الداخلية والخارجية، وحضور الله معهم ليخلصهم هو البشارة السارة التي يعلنها إشعياء لشعبه.صورة الرب آتيًا كراع، كما يقول في عدد 11، يرعى قطيعه ويجمعهم ويحملهم، هي صور قوية جدًا بالنسبة لي شخصًا. وأتأثر جدًا بها لأنها، أول كل شيء، تذكرنا بمن نحن كشعب الله. وتذكرنا أنه يجب علينا أن نرى أنفسنا وحياتنا كخراف يقودها وحرصها الراعي الذي يهتم بنا، والذي هو مستعد أن يأتي ويقودنا ويرشدنا ويحملنا كما يقول إشعياء.كما أني أظن أن البشارة السارة التي يقولها إشعياء جميلة بشكل خاص عندما نراها في ضوء شخص المسيح وخدمته وعمله. فإنها ليست مصادفة أن يدعو ربنا نفسه الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف. فإن هذا التشبيه له يلعب دورًا كبيرًا في خدمة وعظه، في الخدمة التي كان يخدمها وسط شعب الله. والأمر الرائع بالنسبة لنا هو أن يسوع هو الله معنا. هو حاضر معنا حتى أنه في عمل المسيح وحياته وخدمته يتحقق وعد إشعياء فعليًا في شخص يسوع المسيح. وبالتالي، فإننا ننظر للرب يسوع كالتحقيق للكلمة النبوية التي أعلنها إشعياء، ونرى الرب يسوع كمحتوى الإنجيل، الكلمة الذي صار جسدًا، وهو إذًا ما نُبشر به كأخبار سارة. وبالتالي، وبهذه الطريقة، فإن رسالة إشعياء مازالت مناسبة جدًا لنا بينما نقرأها بعدما كُتبت بقرون عديدة، كما تعلمون. لأنها تؤثر فينا، لأننا حالما نقرأ هذه الكلمات نفكر في يسوع المسيح وعمله الخلاصيّ.